احتجاجات في سجن إيراني ضد الإعدامات الجماعية وسجناء يضربون عن الطعام
احتجاجات في سجن إيراني ضد الإعدامات الجماعية وسجناء يضربون عن الطعام
اشتعلت موجة احتجاجات غير مسبوقة داخل سجن قزل حصار بمدينة كرج الإيرانية، بعدما نفذت السلطات الإيرانية أحكام الإعدام بحق ثلاثة سجناء على الأقل خلال الأيام الأخيرة، في وقت واصل فيه مئات السجناء إضرابهم الجماعي عن الطعام رفضًا لما وصفوه بـ"مجزرة الإعدامات المستمرة".
وأكدت مصادر حقوقية أن التوتر يسود السجن منذ ثلاثة أيام وسط مخاوف من حملة إعدامات جديدة تطال عشرات السجناء، بحسب ما ذكرت قناة "إيران إنترناشيونال"، الخميس.
وقالت إن عددًا من سجناء سجن قزل حصار امتنعوا عن تناول وجباتهم الغذائية لليوم الثالث على التوالي، احتجاجًا على ما وصفوه بـ"القتل الممنهج باسم العدالة".
وبث أحد السجناء مقطع فيديو من داخل السجن أكد فيه استمرار الإضراب الجماعي عن الطعام، قائلاً: "النظام الإيراني ينفذ مجزرة في هذا السجن، ولا أحد يسمع أصواتنا".
دعوات إلى إنقاذ الأرواح
أصدر سجناء الوحدة الرابعة بيانًا دعوا فيه المجتمع الدولي و"الضمائر المستيقظة" إلى التحرك الفوري لوقف تنفيذ أحكام الإعدام، مؤكدين أنه "لم يعد أمامهم سوى الاحتجاج والإضراب".
وجاء في البيان: "تخيلوا أن القمع اليومي الذي تعيشونه في الخارج يحدث لنا مضاعفًا في الداخل، نحن نُقتل كل يوم ونفقد الأمل إلا في دعمكم".
وحذّر السجناء من أن "كل يوم يتأخر فيه العالم عن التدخل يعني مزيدًا من الأرواح التي تُزهق ظلمًا".
احتجاجات عائلات السجناء
أفادت وكالة "ميزان" التابعة للقضاء الإيراني يوم الثلاثاء بتنفيذ حكم الإعدام بحق ثلاثة سجناء هم أمير رضا قبادي، ومجيد حاتمي، وسجاد حاتمي، بعد إدانتهم بتهمة "الحرابة والسطو المسلح".
كما تم نقل ما لا يقل عن 16 سجينًا آخر إلى الزنازين الانفرادية، بينهم 11 متهمين بجرائم مخدرات وخمسة بقضايا قتل.
وأوضح شهود أن عائلات المحكومين بالإعدام تجمعت مساء 14 أكتوبر أمام بوابة السجن، رافعة صور ذويها ومرددة هتافات: "أوقفوا الإعدام فورًا" و"لا تقتلوا أبناءنا".
حملة "كل ثلاثاء لا للإعدام"
بيّنت منظمات حقوقية أن هذه التحركات تأتي في إطار حملة "كل ثلاثاء لا للإعدام" التي أطلقها السجناء في يناير 2024 للمطالبة بوقف إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام.
وفي الأسبوع التاسع والتسعين من الحملة، شارك سجناء من 52 سجنًا في عموم إيران في إضراب جماعي عن الطعام يوم الثلاثاء 14 أكتوبر، ما يعكس تصاعد الغضب داخل السجون الإيرانية ضد ما يوصف بـ"آلة الإعدام الرسمية".
وأشار موقع "هرانا" الحقوقي إلى أن وحدات قزل حصار الأولى والثانية تشهدان أعلى نسب الإعدامات، خصوصًا بين السجناء المدانين في قضايا مخدرات.
وذكر تقرير صادر في 9 أكتوبر –بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام– أن السلطات الإيرانية نفذت ما لا يقل عن 1537 حكم إعدام خلال العام الماضي، وهو رقم غير مسبوق منذ عقدين، واحتل سجن قزل حصار المرتبة الأولى في تنفيذ هذه الأحكام، مسجلًا 183 حالة إعدام خلال عام واحد.
قلق حقوقي متزايد
أبدت منظمات حقوقية، بينها منظمة العفو الدولية و"هرانا"، قلقها البالغ من الارتفاع الحاد في أعداد الإعدامات، معتبرة أن القضاء الإيراني يستخدم العقوبة القصوى كأداة "للترهيب السياسي والاجتماعي".
ووصفت هذه المنظمات ما يحدث في قزل حصار بأنه "مجزرة بطيئة تجري خلف الأسوار"، مطالبة الأمم المتحدة بفتح تحقيق دولي عاجل في ظروف السجون الإيرانية وسلامة السجناء.
واختتم سجناء قزل حصار بيانهم بكلمات مؤثرة: "إذا تُركنا وحدنا بعد هذه الاحتجاجات، سنُعدم جميعًا.. صرختنا هي: لا للإعدام.. لا للقتل باسم القانون".